قبل أقل من أسبوعين من انتخابات البرلمان الأوروبى، قامت مجموعة من المواقع الإلكترونية وحسابات وسائل التواصل الاجتماعى المرتبطة بروسيا أو الجماعات اليمينية المتطرفة بنشر معلومات مضللة تشجيع الفتنة وتعمل علي تضخيم عدم الثقة فى الأحزاب الوسطية، وذلك بحسب تقرير جديد لموقع The New York Timesالأمريكى.
وبحسب التقرير، يقول محققو الاتحاد الأوروبى والأكاديميين والجماعات المؤيدة، أن جهود التضليل الجديدة تتبع نفس التكتيكات الرقمية المستخدمة فى الهجمات الروسية السابقة، بما فى ذلك تدخل الكرملين فى الحملة الرئاسية الأمريكية لعام 2016.
على الرغم من الجهود التى تبذلها شركات التكنولوجيا الأمريكية على الإنترنت، إلا أنه لا تزال عملية نشر المعلومات الخاطئة أسهل بكثير من إيقافها.
ورغم أن روسيا لاتزال قوة دافعة، لكن الباحثين اكتشفوا أيضًا أن العديد من الأخبار المضللة تابعة لليمين المتطرف، لكن هناك صعوبة فى تمييز الخطوط الفاصلة بين الدعاية الروسية وتضليل اليمين المتطرف والنقاش السياسى الحقيقى، ومع ذلك، فإن المحققين واثقين من أن هناك شبكات بفيس بوك وحسابات بتويتر ومجموعات بواتس آب ومواقع الويب تنشر قصصًا كاذبة ومسببة للخلاف.
وقال دانييل جونز، وهو محلل سابق فى مكتب التحقيقات الفيدرالى ومحقق فى مجلس الشيوخ، قامت مجموعته غير الربحية، Advance Democracy، فى الآونة الأخيرة، بتقديم بلاغات عن عدد من المواقع المشبوهة وحسابات وسائل التواصل الاجتماعى إلى سلطات تنفيذ القانون: “الهدف هنا أكبر من أى انتخابات، إنه تقسيم مستمر وزيادة عدم الثقة وتقويض إيماننا بالمؤسسات والديمقراطية نفسها، إنهم يعملون على تدمير كل شيء تم بناؤه بعد الحرب العالمية الثانية. ”
فيما تعتبر انتخابات البرلمان الأوروبى، التى ستعقد فى الفترة من 23 إلى 26 مايوالجاري، بمثابة اختبار لتصاعد الشعوبية فى الاتحاد الأوروبى، وقد انضم القادة الشعوبيون- وكثير منهم متعاطفون مع روسيا- على أمل توسيع نفوذهم فى البرلمان.
ولم يتهم مسؤولو الاستخبارات الكرملين علنًا بدعم مرشحين محددين فى أوروبا بالطريقة التى تقول السلطات الأمريكية إن الرئيس فلاديمير بوتين سعى إلى الترويج لها دونالد ترامب فى عام 2016، لكن بوتين سعى منذ فترة طويلة إلى تقسيم الاتحاد الأوروبى ودعم الحركات الشعبية التى تسعى إلى تقويض الكتلة من الداخل.
وقد عثر المحققين على مئات الحسابات على فيس بوك وتويتر، وأكثر من ألف مثال على رسائل WhatsApp التى تشارك مواد مشبوهة، ومجموعة كبيرة من المواقع المروجة للمعلومات الخاطئة – سواء كانت نظريات المؤامرة أو الميول المستقطبة فى الأخبار، ويدور جدل طويل حول ما إذا كانت هذه المادة تغير سلوكها أم تصويتها، خاصة أن شركات التكنولوجيا عملت على القضاء عليها، لكن الباحثين الأمنيين يشيرون إلى أن الانتخابات المتأرجحة هى هدف مطول لهذا النوع من الحملات.
لا تعليق